fathi320 مدير المنتدى
عدد الرسائل : 355 العمر : 40 الموقع : google العمل/الترفيه : كرة القـــدم المزاج : لباس الحمدلله Personalized field : المهنة : الهواية : نقاط : 728 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: الخيارُ الأصلحُ للأمة . . . السبت مارس 23, 2013 2:23 pm | |
|
بسمِ الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
~~~
الدنيا
من حوله مزيجٌ من ظلام كالح وشعور بهيمي طول الوقت، وعبثًا حاول أن يدرك
ما حوله فلم يستطع إذ أن عقله أقل من الإدراك، فظل يبكى ويصرخ ويتألم كى
تحس بِهِ!، وأخيرًا أحسَّ بحضنها الحنون فارتمى كليةً على صدرها وكيف لمثله
أن يشعر بالأمان إلا بين طيّاته، لثم ثديها وظل يأخذ غذاءه بروية وهدوء،
الكون بكليّته يتمثل له فى صدرها؛ فذاك هو عالمه وسمعه وبصره وقيمه -العليا
منها والسفلى-، هدأ قليلاً مع الشبع وشعر بثقل بطنه وقوة تدفعه للنوم لا
يعرف ماهيتها فاستسلم لها وأضجتعه هى على المهد ليغيب فى سبات معسول، سيرى
فيه الملائكة البيضاء تلعب معه، فتلك الكائنات –وهى وحدها- من يستطيع
رؤيتها !
***
تمر
الأشهر بهِ سريعًا ولا تخلو من ألم أو شعور بهيمي، بدأ يشعر بكائنٍ آخر
غير تلك الملائكة البيضاء يلوح فى الأفق، هو لا يرى سوى شعرها الأسود
وعينيها ولكنه لا يدرك منها شيء، اختفت الملائكة البيضاء الشفيفة، الآن
الكون كله يتمثل فى تلك الكائنة وهذا الحضن الدّفيئ وبضعة معالم من السرير
والسقف والحوائط، ولكنه لا يزال فى حالة من القلق الدائم وعدم الراحة إلا
بين ربوع صدرها .
***
عادت
من العمل بزيها الرسمى حيث برز عليها تنورة رمادية طويلة وسترة أنيقة بنفس
اللون وحجاب يُغطى شعرها ورأسها المحفوف والمكتظ بالأفكار والخيالات
المريضة وغير المريضة كإكتظاظ الحدائق العامة بالبشر فى (شم النسيم)، فرأت
الصغير الوليد وبجانبه (أم ياسين) المربية والمرضعة والتى تجالسه صباحًا
حتى تعود هى من العمل، رحلت (أم ياسين) التى لا يرتاح الوليد إلا فى عالم
صدرها، فبكى ولفظ صدر أمه الحقيقية لمّا حاولت ارضاعه، تلك الأم التى اتخذت
من عملها أولوية قصوى، وارتأت فى المرأة الأوروبية ومطالبتها بحقوقها
كاملة فطرة أصيلة تم اكتشافها ووجب اتباعها، ومن السيدة كوري مثلاً أعلى لا
يجب النظر إلا صوبه، فليلفظ وليدها ثديها وليتناول صدر (أم ياسين) فذاك
أصلح للمجتمع ... أليس كذلك ؟! وكيف لهذا الوليد أن يدرك العالم من حوله
... فهو لا يزال صغيرًا ضئيلاً، لا يعرف معنى الفقر والضرورة والعلم
والحياة، فلتحرم نفسها هى من أن يكون صدرها كل عالمه الذى يشعر به حتى لا
تستعر نفسه مستقبلاً من الجهل أو الحرمان !
|
| |
|