fathi320 مدير المنتدى
عدد الرسائل : 355 العمر : 40 الموقع : google العمل/الترفيه : كرة القـــدم المزاج : لباس الحمدلله Personalized field : المهنة : الهواية : نقاط : 728 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: الحرف اليدوية في اليمن الأربعاء مارس 20, 2013 2:55 pm | |
| اشتهرت اليمن بالرواسب المعدنية المختلفة كالذهب والفضة والحديد والنحاس والرخام والأحجار الكريمة التي تم استغلالها في فترات التاريخ، كما اشتهرت بزراعة القطن طويل التيلة وغيرها،وهي كلها مجتمعة تشكل أساساً لتطوير الصناعات اليدوية المختلفة. ونحن مدينون للعلامة الهمداني بالمعلومات المفصلة عن استخراج الذهب والفضة والحديد التي وردت في مؤلفاته،وخاصة كتاب«الجوهرتين العتيقتين»،وكتاب«صفة جزيرة العرب»، فهناك-مثلاً- ذكره لمنجم الفضة في الرضراض في«نهم» والذي يسمّى اليوم«الجبلي».وقد اكتشفت المسوحات الأثرية الحديثة نظاماً من منشآت المنجم لثلاثين سرداباً، ودلت نتائج الكربون المشع أن الفضة كانت تستخرج من هذا المكان مابين القرنين السادس والتاسع بعد الميلاد. إعداد عبدالحكيم طاهر وتجدر الملاحظة أيضاً أن منجم الحديد في رغافة قرب صعدة الذي أشار إليه الهمداني ظل مستغلاً حتى القرن التاسع عشر.ونظراً لوجود أنواع مختلفة من المواد الخام فليس الغريب أن تتوفر لدينا براهين عديدة كدلائل على وجود الصناعات الحرفية بدرجة عالية من الإتقان.وتعكس التحف الأثرية-التي تعود إلى فترات ماقبل الاسلام-هندسة معمارية راقية غنية التفاصيل،وأعمالاً دقيقة من النحت.وبالإمكان الحصول على شواهد من الشعر العربي القديم عن صناعات أخرى كالأقمشة والسيوف اليمانية التي حظيت بالتقدير العالي في ذلك العصر. ومن بين الأعمال المعمارية اليمنية المتقنة بدرجة عالية تجدر الاشارة بصورة خاصة إلى الأعمال التابعة للعهد الرسولي والعهد الطاهري،وبالإمكان تكرار القول نفسه عن صناعة الغزل والنسيج، وأعمال المعادن والزجاج والخزف. لقد كان انتعاش الحرف اليدويةاليمنية وهبوطها يعتمد دوماً على الوضع التجاري الدولي السائد في الفترة التاريخية المعنية، وذلك كما يدل عليه صعود وهبوط صناعة الغزل والنسيج،واضمحلال الصناعات الخزفية قرب مدينة زبيد التي انتعشت في العصورالاسلامية،وكذلك صناعة الزجاج في عدن على سبيل المثال. ويمكن تقسيم الحرف اليدوية اليمنية إلى نمطين باعتبار المكان، حيث نميز بين الحرف اليدويةفي المدن، وبين الحرف اليدوية في المناطق الريفية. ففي المراكز الحضرية تتركز الحرف اليدوية في الأحياء الانتاجية من الأسواق، وتتميز بدرجة كبيرة من التنوع تبعاً لتخصصاتها، فهناك-على سبيل المثال-فروع خاصة بين الحدادين منها: فرع السكّاكين الذين يصنعون التركيبات المعدنية للأبواب والشبابيك، وفرع العبالين«ABBAL» الذين يتخصصون في صناعة الأدوات الزراعية«وكذلك إعادة شحذ الأدوات الزراعية المستعملة أو تجديدها»، وفرع النصالين صانعي الجنابي. ويبدو التخصص بين النجارين أقل وضوحاً، إذ نجد بينهم صناع أغماد الجنابي«العسْواب»،وصناع الأقفال الخشبية«المغالق،ونجَارين ممن يصنعون الأمشاط الخشبية، أو أبراج الطيور فقط.. وفي المناطق الريفية نشير إلى: أولاً: مراكز الانتاج التي تلّبي منتجاتها الطلب في مجال واسع المساحة، وتظهر هذه المراكز الانتاجية نمطية لافتة للنظر في صنع الاشياء المختلفة التي تؤلف التراث المادي للبلاد. وبالإمكان إيراد بعض الأمثلة فقط على هذه الفئة: صناعة الغزل والنسيج في بيت الفقيه،ومركز الخزف في صُراب بوادي السّر ومَسْور«خولان»،أو عزان قرب الطويلة، أو انتاج الأواني الحجرية في جبل رازح. ثانياً: إن التمييز بين الحرف اليدوية في المناطق القبلية يظهر في التعايش بين فئتين منها: الحرفيون المزارعون وهم أفراد القبيلة الذين يتخصصون إلى جانب انشغالهم بالزراعة بحرف معينة،كالنجارة والبناء والحدادة، ولكنهم لايتمتعون بالمهارة العالية، والحرف التي يمارسها أشخاص لاينتمون إلى القبيلة ويعيشون في منطقتها ومنهم«المَزاينَة»،وأضرابهم من صانعي الأواني الفخارية،والدبَاغين،والنسّاجين. ويوجد عدد قليل من اليهود في شمال البلاد يعملون في صناعة الفضة، وأعمال الحدادة والنجارة . وهناك من الحرف في المناطق الريفية ماتستحق الذكر، وهي الحرف المنزلية كصناعة السِّلال والتطريز التي تمارسها النساء الريفيات. ونلاحظ بصورة عامةتشابهاً بين المناطق فيما يتعلق بالنظرة الاجتماعية إلى الحرف،أوالمهن الشريفة،والحرف،أو المهن الوضيعة رغم إمكانية إثبات وجود خروج عن هذه النظرة إقليمياً، فعلى سبيل المثال يعتبر البناء حرفة شريفة في المناطق الجبلية، بينما ترتبط المهنة في حضرموت بالفئات المضطهدة اجتماعياً: المساكين والضعفاء. ويمكننا ملاحظة أساليب فنية مختلفة للحرفة اليدوية الواحدة، وأفضل مثال على ذلك الخزافون، ففي تهامة يستخدم هؤلاء العجلة أوالدولاب،وفي أنحاء أخرى يتم تشكيل القطعة الخزفيةبواسطة المسفحة«والجمع:مسافح» على قاعدة مخروطية«المنطعة»، أو على صفائح مستديرة من الحجر أوالصلصال«دوار»، كما تختلف الأدوات المستعملة للحرفة نفسها، فمثلاً يستعمل النساجون أشكالاً مختلفة من المناسج«الأنوال»، ويستخدم الحدادون في أوساط اليمن نوعاً من الكير يشبه«الأكورديون» لإحماء الحديد بنفخ الهواء،ويحتمل أن يكون في الأمر تأثير تركي.وفي المنطقة الشرقية يتم النفخ بواسطة كير جلدي بسيط«منفاخ».وفي المراكز الحضرية يرأس كل فريق من النجارين عاقل ينتخبه أفراد أو أعضاء الفريق .
| |
|