fathi320 مدير المنتدى
عدد الرسائل : 355 العمر : 40 الموقع : google العمل/الترفيه : كرة القـــدم المزاج : لباس الحمدلله Personalized field : المهنة : الهواية : نقاط : 728 تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: اسم الإشارة والنعت ... السبت فبراير 23, 2013 6:12 pm | |
| المشهور عند النحويين أنّ اسم الإشارة ينعت بالمشتق بعده. واسم الإشارة هو نفسه كذلك ينعت به، ذكر ابن عقيل في شرحه (3: 195) أنه "لا يُنْعَتُ إلا بمشتق لفظًا أو تأويلاً. والمراد بالمشتق هنا: ما أُخِذَ من المصدر للدلالة على مَعْنًى وصاحبه: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل. والمؤول بالمشتق: كاسم الإشارة، نحو: (مررتُ بزيدٍ هذا) أي المشارِ إليه". ولعل النحويين استفادوا هذا من كلام سيبويه (الكتاب، 2: 6) "واعلم أنَّ العلمَ الخاصَّ من الأسماءِ يوصفُ بثلاثةِ أشياء: بالمضاف إلى مِثله، وبالألف واللام، وبالأسماء المبهمة. فأما المضاف فنحو: مررت بزيد أخيك. والألف واللام نحو قولك: مررت بزيدٍ الطويل، وما أشبه هذا من الإضافة والألف واللام. وأما المبهمة فنحو: مررتُ بزيد هذا وبعمرٍو ذاك". ولعل سيبويه توسع في مفهوم الوصف هنا ليشمل الإبانة بشكل عام؛ فاسم الإشارة ليس بمشتق، وهو أقرب إلى الحروف أو الأدوات وليس يفهم، لإبهامه، إلا بتقدير مشار إليه بعده، هو المقصود بالحكم المستحق الإعراب، وقد أدرك سيبويه هذا كل الإدراك حين بين أن الوصف باسم الإشارة ليس كالوصف بالمحلى بـ(أل)، نفهم ذلك من حديثه عن وصف اسم الإشارة هو نفسه، والوصف كما يفهم من كلامه شامل للنعت والبدل، قال(الكتاب،2: 6-7): "واعلم أنَّ المبهمة توصف بالأسماء التي فيها الألف واللام والصفات التي فيها الألف واللام جميعًا. وإنما وُصفتْ بالأسماء [التي فيها الألف واللام] لأنها والمبهمة كشيء واحد، والصفاتُ التي فيها الألف واللام هي في هذا الموضع بمنْزلة الأسماء وليست بمنْزلة الصفات في زيد وعمرٍو إذا قلتَ مررتُ بزيد الطويل، لأني لا أريد أن أجعل هذا اسمًا خاصًّا ولا صفةً له يُعرف بها، وكأنك أردت أن تقول مررت بالرجل، ولكنك إنما ذكرت (هذا) لتقرب به الشيء وتشير إليه". نخلص من هذا إلى أن الصفة التي تأتي بعد اسم الإشارة ليست نعتًا له كنعت الأسماء بل هي كالعلم وهو اسم جامد ليس بنعت لاسم الإشارة بل هو بدل. وأما الذي أراه خلوصًا من هذا الإشكال فهو أن اسم الإشارة لا ينعت ولا ينعت به، لأنه أداة للإشارة وليس له محل من الإعراب كما أنّ أداة التعريف لا محل لها من الإعراب، والأولى أن يسمى (حرف إشارة) ففي قولك: (جاء هذا الرجل) ليس الفاعل (هذا) بل الرجل، وحين تقول (جاء هذا) مشيرًا إلى رجل فليس الفاعل (هذا) بل المحذوف (الرجل) الذي تشير إليه. وإذا قلت (جاء الرجل هذا) فليس (هذا) نعتًا للرجل ولا هو بدل منه، إذ ليس له محل من الإعراب ولكن البدل محذوف، والتقدير (جاء الرجل هذا الرجل). كأنك تقول جاء هذا الرجل، ولكنك حين بدأت فقلت (جاء الرجل) بدا لك أنّ الأمر يحتاج إلى مزيد إيضاح وتحديد فأشرت إليه لتنفي إرادة غيره من الرجال الموجودين.
| |
|