منتديات ستار بوسعادة
منتديات ستار بوسعادة
منتديات ستار بوسعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fathi320
مدير المنتدى
مدير المنتدى
fathi320


ذكر عدد الرسائل : 355
العمر : 39
الموقع : google
العمل/الترفيه : كرة القـــدم
المزاج : لباس الحمدلله
Personalized field : عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية 8010
المهنة : عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية Studen10
الهواية : عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية Sports10
نقاط : 728
تاريخ التسجيل : 17/11/2008

عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية Empty
مُساهمةموضوع: عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية   عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية Emptyالسبت مارس 23, 2013 2:32 pm






عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية 36207_1178182881

الجزء الأول: أنفاس مُحتقنة











عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية 2409517663
















"
نهايةٌ مُسالمة ، هل هذا ما أردته فعلا ؟" كان وجهي مقابلا لسحنة أعرفها
جيدا ، لطالما ارتسمت معالمها بين ناظري ولكنّها تبدو هذه المرّة عابسة ،
شاحبة ومهزوزة.كُنت أنظر إلى نفسي المُرتسمة على الزّجاج ..كُنت أكلّم ما
انعكس منّي على تلك اللوحة الشفافة الساحرة التي لطالما أرتني حقيقتي، أو
هكذا ظننت
!
ما رأيته لم يكن أنا، كانت فتاة أخرى لم أدرك وُجودها بداخلي طيلة تلك
السنوات..عُيونها كانت أسطرا كثيرة نطقت فقط لتلومني، أغنية خريفية ذكّرتني
بترانيم الهجرة والرحيل .










لدقائق
كثيرة دارت معركة ضارية بيننا ، من قال أنّ لغة العيون بيانٌ منقطع
النظيركان يعلم ولا شك أن مُخاطبة النّاس أنفسهم خلف المرايا ليست بحماقة
بل هي حاجة مُلحّة عندما لا يجد المرء من يستطيع أن يتجرّد أمامه من نواميس
التملّق وكمال الفهم. مثلي أنا مع استثناء بسيط . في الماضي ، كُنت أقابل
نفسي كل صباح بوجه مُشرق ..كان لقاءا مُفعما بالشوق لشابة في السابعة عشرة
من العمر تمنحها المرايا دفعات متزايدة من الغرور والثقة. اليوم ، كُنت
أخشى اللقاء ..لأوّل مرة في حياتي شعرت بأن الجبن أحد صفاتي. كذبت تلك
المُدّعية عندما حجبت عنّي الحقيقة الكاملة، أو ربما أنا من منعتها
!







أطلقت
زفيري في وجه من تُشبهني فاختفت لتحل محلّها لطخة بيضاء باهتة، كرّرت
الفعل لأمنعها من الظهور ثانية. شعرت ببعض الراحة ، بوّابة الأنفاس كانت
آخر أسلحتي.. وقد فُزت أخيرا.








" لقد كدنا نصل يا سيدتي " قال صوتً مألوف من مكان قريب .





التفتُّ
نحو اليمين لأرى امرأة متوسطة العمر تنظر إليّ راسمة ابتسامة مُصطنعة .
لنصف ثانية، لم أدرك من تكون ولا ما أفعله أنا في ذلك المكان . استعدت نفسي
بعدها، رددت إليها ما ارتسم على شفاهها وبيد متردّدة مسحت آثار بخار الماء
من على زجاج النافذة المستديرة.









كمن
ينظر إلى نهايته، رميت بصري مستعينة بنصف استقامة من على الكرسي المُريح.
كان المشهد بعيدا ، لكنّه أرعبني .. تلك القطعة الحمراء النابضة بدواخلي
صاحت :" (أليكس)"








إنها
الثامنة والنصف مساءا ، صوتُ الكعب العالي للمُضيفة كان يستفزّني . لا
أدري لما تنتعل امرأة تُمضي نصف عمرها بين السّماء والأرض حذاءا تحتاجه
عارضة الأزياء لإبداء الجاذبية ؟ حاولت صرفها مرارا ، أخبرتها بأنّني لا
أريد شيئا مع عبارات شُكر مُتورّمة ولكّنها كانت تعود كلّ مرّة تسبقها تلك النغمة اللعينة التي تجعل قلبي يدق بسرعة.





" إنهاّ تخطف الأنظار " قالت (صامارا) ، المرأة الجالسة بجواري .كانت في الأربعين ،سيدة آسيوية عكفت على تربيتي مذ كنت بطول شُجيرة الفاصولياء.





" عفوا ؟"





" القلادة "





تحرّكت يدي لا إراديا لتُمسك بالعقد الذّهبي المُعلّق حول عنقي ، أمعنت النظر في وجه مُربّيتي ثم ّحرّكت رأسي قائلة :





" هل عذّبتني من أجل النظر إليه ، كيف لم أنتبه إلى هذا ؟"





" ألا يستحق ذك ؟ أليس هذا عقد (أليكس) الذي لا يُقّدر عندك بثمن " ردّت (صامارا) بسؤال آخر .





قربّت
فمي نحو أذنها وقلت بتهكّم مُغيرة الموضوع بعد أن لامست بياض وجهي بُقعٌ
وردية : " ألا أستحق أنا بعض الهدوء قبل أن تقع هذه الطائرة جرّاء ضرباتها
المنبهرة على الأرضية
!"










سُمعت
ضحكة مكتومة أطلقتها المُربّية ثم ساد الهدوء المفاجئ دليلا على أن
المُضيفة النحيلة قد دخلت قُمرة الطيّار. السكون الجميل ذاك كاد يُغرقني
مجددا في سديم المعاناة ..سديمٌ لا يشبه أبدا ما يتراءى لي في الخارج حيث
كانت الغيوم الهزيلة تتناثر هاربة في كلّ مكان.





"
تأكّدوا من ربط الأحزمة من فضلكم ، ستبدأ الطائرة في الهبوط " علا صوت
المُضيفة لا طقطقة نعلها هذه المرّة مُعلنا انتهاء الرحلة الجوية من
الولايات المتّحدة الأمريكية إلى الجزائر.





لم
تمضِ إلاّ بضعُ دقائق ،عندما أحسست بانهيار سفينة الفضاء نحو الأسفل. قوةٌ
جاذبة تجعل القُشعريرة تدبُّ في كامل الجسد..ضغطٌ يُحاول تفرقة الأشياء عن
بعضها ، ألِهذا يُنصح بإستعمال الأحزمة المشدودة؟ لوهلة جالت بخاطري فكرة
مجنونة ، خلت بأن ماضيّ يهرب منّي ، ذلك الاهتزاز المُتواتر للطائرة يجعله
ينشق عنّي ليرجع إلى موطني بالتبنّي . قلت في نفسي محاولة إنقاذ هُويّتي :
"أنا (مُنى) ولدت في (كاليفورنيا) لوالدين ثريين من أصول جزائرية ..مُسلمة
، أحبُّ ديني و تراث بلدي ولكنّي أحب الولايات المتحدة أيضا " . قلت
الكلمات الأخيرة بصوت خافت ، شعرت بخشية ما كمن تخون وطنها . لم أستطع
تحديد ماهية إحساسي وقتها ..فعلا لم أستطع
!








نظرت
من خلال نافذة الطائرة فيما لامست يدي كفّ (صامارا) التي قبضت عليها
بإحكام كأنّها تعرف ما بي من ألم . ظهرت صورة تلك الفتاة البائسة مجددا على
الزجاج . نظراتها المليئة بالتأنيب زادت من حدة حيرتي وخوفي. أبي اتخذ
قراره بأن يجعلني أعود إلى الجزائر في محاولة منه لترسيخ الوطنية في. أمّي
،استقبلت قراره بإيماءة لا مُبالية فرحلتها إلى باريس لحضور عرض أزياء
الربيع لهذا العام كانت أهمّ من أن تُتعب عقلها المحشو بالأقمشة وتحددّ
موقفها من مصير ابنتها . تمّت عملية نفيي بسريّة تامة ..استسلامي كان
مُهينا بعد قفزات هستيرية وصرخات لم يُكتب لها الفلاح أمام أبٍ جد صارم
يعاني من مرض يسمّى : حب الولد الوحيد
!رحلة دون وداع ، دموع كثيرة و شعورٌ بالمرارة هو ما تلا ذلك...





حطّت الطائرة أخيرا ، استقرّت بعد طول حراك لأبدأ أنا رحلة اللاّستقرار . لم الكذب !
أنا لا أحب هذا البلد ، أرى فيه كل أنواع المعاناة ..أعي جيدا بأن النّاس
به سينظرون إلي كما ينظرون إلى (جوليا روبرتس) ، شابة تصلح لتكون فُرجة
كأنّها أتت من كوكب ثاني. لا يمكنني بدءُ حياتي من جديد ، يبدو الأمر صعبا
للغاية حتّى بالنسبة إلى فتاة عُرفت بقوة شخصيتها وحدّة ذكائها
!





الرّحلة
من الطائرة إلى ما وراء المطار كانت بمثابة تحيّة استقبال باردة ، لقد
أحسست بأنّي المسافرة الأكثرة شهرة في العالم أو هكذا هُيئ لي ، الجميع كان
ينظر إليّ. (صامارا) زادت الطين بلّة باهتمامها المُفرط بي .." سيدتي ،
انتبهي إلى خطواتك فالأرض زلقة" ،" سيدتي الصغيرة دعيني أُعدّل ربطة شالك"
،" سيّدتي المُوظّف يطلب جواز سفرك " . أوَ حتّى مُربّيتي تظن بأنّ العالم
الجديد الذي رُميت إليه جعل عقلي يخف و حواسي تتضارب كطفلة رضيعة
! أيُعقل أنّها ظنّت بأنّني لا أستطيع التفريق بين جواز السفر وتذكرة المقعد ؟








وصولنا
إلى السيّارة كان بمثابة نسيم بارد داعب حرارة الخجل الذي أحرق صدري.
عشرون دقيقة، كان الوقت المطلوب للوصول إلى منزل والدي بالجزائر العاصمة.





تاركتاً
المُربية تؤدّي عملها في نقل الأمتعة إلى (قلعة والدي)، دخلت ذلك المبنى
الضخم. كنت أودُّ ، ومنذ البداية ، عقد صفقة مع جدرانه الباردة. لا أريده
أن يكون فُندقا أعود إليه كل يوم لأمارس طقوس السُبات ..كنت أريده أن يكون
ملجأي الدّافئ ، أذنا تُنصت باهتمام وفما يواسيني عندما أبدأ معركتي مع
العالم الخارجي. كمن يعرف المكان جيدا، صعدت الدّرج المرمري لأصل إلى
الطابق الأول . اخترت غرفتي بعناية ، كانت تُطلّ على مسبح جميل جاورته شجرة
بلوط متناهية في الطول . لن أنكر هذا ، لقد شعرت بالرّاحة والأُنس ..شعور
غريب، لكنني استمتعت به
!





" هذه أمتعتك سيدتي ، هل أحضّر لك شيئا تأكُليه ..لا بُدّ أنك جائعة؟ " قال صوت (صامارا) بعد طرق خفيف تلاه انفتاح حاد للباب .





"
لا أمل " قلت في نفسي ، مُربّيتي تُحب عنصر المفاجأة فلطالما أفزعتني بصفق
الباب بانفعال . أود فقط معرفة سر طرقها اللّطيف الذي يتبعه دوما صخبٌ
مُضاد
!





" شكرا (صامارا)، أريد فقط أن أخلد للنوم " قلت بصوت مُسموع هذه المرّة مع نظرة عتاب واضحة .





ودعّتني المربية تحت نغمات إغلاق مُحكم للباب مُتمنية ليلة سعيدة وهادئة !





بدّلت
ملابسي بعدها ، أرحت عيناي بمنظر القمر المُكتمل الذي كان قد أشار إليّ
بأصابعه المضيئة وحثّني على إرضاء غرروه بتوجيه بصري نحو جسده المُنير .





" تغيّر كل شيء ، لكنّك يا سيدي المضيء لم تفعل ، كأنّك تبعتني من حيث أتيت! " قلت في نفسي ثم استلقيت على السرير وجعلت أكتب مذكّراتي ككّل ليلة .





(أليكس) ،"إنّها
بداية جديدة ، قد تكون مُخيفة ولكنّي سأكون بخير. رغم كلّ شيء، لازلت أطمح
لأكون الأفضل ..يجب أن أكون ، كم اشتقت إلي مدينتي ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starbsd.yoo7.com
 
عــــــــــــــــــودة إلى الحقيقة۩ الجزء الأخير ونهاية الحكاية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار بوسعادة :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: