وما زال في العمر باقية ..

انتشرت مَرارة الغصة بحلقها

وهي تحاول لمْلَمة شتات نفسها

و السيطرة على جسدها المرتعد من شدة الخوف ،

أغمضت عينها و كتمت أنفاسها

وحاولت إجبار روحها على الذهاب هناك

في هذا الركن القصي ،

فشلت ..

جاء إليها ،

هَالَهُ تفاصيل الحزن

المسيطرة على كافة تفاصيلها وحواسها ،

همس بأذنها

" أنصتي " ،

هزت رأسها رافضة ،

أدرك أنها تحاول الرحيل .

ولكن ربما لن تستطيع العودة هذه المرة !

فقد استنفذت عدد مرات المحاولة

في هذه اللعبة السخيفة .

دائماً هي مجبرة على ممارسة هذه اللعبة ،

ودائماً هي مُصرة على اللعب بنزاهة ،

ودائماً هي خاسرة ،

ودائماً هي مندهشة ،

ولكن للحق

دهشتها في كل مرة أكبر ،

و استمرارها في الإبقاء على رفع شعار

لا يصح إلا الصحيح

لا يزعزعه إخفاقاتها المتكررة .

في كل مرة

تنهض ،

وتنفض غبار الوجع ،

و تحاول ألا تحيد عن نفس الطريق ،

وهي تمني نفسها

رغم انه نفس الطريق

إلا أنها تؤمن أنها ستجد في أخره هذه المرة

مدينتها الفاضلة !!

قبل ان تنهي المسيرة

يقابلها ذات الجبل ،

هو ضريبة الولوج للـ مدينة ،

تُؤَمِن نفسها بالصبر ،

و تحصن روحها بيقين

" وبشر الصابرين " ،

وتبدأ ..

لتنتهي

في عمق الدهشة

مخذولة !!

كرر همسته

" أنصتي "

المرة الأخيرة

قد اعتليت قمة جبل الوجع ،

وتجرعت كل أقداحه حد الثمالة ،

" انهضي "

وعودي

لن اكذب وأقول لك

انكِ لن تتألمي مرة أخرى ،

ولكنكِ وصلتي لمنتهى الألم ،

فلا تخشيه بعد الآن ،

لن يستطيع أن يفعل معكِ أكثر مما فعل ،

" انهضي "

" واجهيه "

أعلني له انك لم تعودي تخشي خفاياه ،

فقد كشف كل أوراقه أمامك ،

واذاقكِ كافة أنواعه !

تحركت جفونها ببطء ،

بطريقة توحي بثقل

يجبرهما على المثول للاستسلام .

فتحت عينها ،

فوجدته أمامها ،

يمد يديه لها

و يقول

" انهضي "

ما زال أمامك الكثير

مدت يدها ،

قبضت حفنة هواء ،

فابتسمت

و قالت

ما زال أمامي الكثير

وما زال في العمر باقية ..

» ما اقول إن العمر من دون وصلك صار ما يسوى اقول ان الحياه بكبرها ..ما لـ امهااا دااعي !